الدعاء والرجاء
عن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول :- "
قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى ، غفرت لك ما كان منك
ولا أبالى ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى ، غفرت لك
ولا أبالى ، يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتنى لا
تُشرك بى شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الطبري في الثلاث عن ابن عباس
(رضي الله عنهما.
فلنا بعض من الخواطر الإيمانية فى شرح هذا الحديث القدسى:-
" قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى ، غفرت لك ما كان منك ولا أبالى" هذا هو السبب الأول من أسباب المغفرة
1. وهو (الدعاء مع الرجاء) فإن الدعاء مأمور به ،2. وموعود عليه بالإجابة
،3. كما قال الله تعالى: - "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ" غافر 60 فلنتعلم أن الدعاء عبادة فالذى لم يدعوا بإخلاص وحضور
قلب فهذا استكبار وتعالى على الله جل فى عُلاه فلنعلم من شروط إجابة
الدعاء حضور القلب ورجاء الإجابة واليقين بالله تعالى وحسن الظن بالله
تعالى وعن النبى صلى الله عليه وسلم:- "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
،4. وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه"
والدعاء هنا مرتبط بالإستغفار والإلحاح عليه سبحانه بالدعاء بالمغفرة مع رجائه تعالى ، فإن ذلك عن يقين موجب للمغفرة.
يعنى على كثرة ذنوبك وخطاياك ، ولا يتعاظمنى ذلك ولا أستكثره ، وعن النبى
صلى الله عليه وسلم:- " إذا دعا أحدكم فليُعظِم الرغبة ، فإن الله تعالى لا
يتعاظمه شئ" إن ذنوب العبد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم، فهى صغيرة
فى جنب عفو الله تعالى ومغفرته
وهكذا ربك عز وجل فلأنه حكيم مطلق ، ورقيب حسيب فى كل آن وبإستجابته سبحانه
يزيل وحشته القائمة وغربته الرهيبة ، مبدلاً أملاً وأُنساً واطمئناناً ،
وهو سبحانه إما أن يستجيب للعبد فيُقبل مطالبه مباشرة ، أو يمنحه ما هو
أفضل منه، أو يَردهُ ، كل حسب اقتضاء الحكمة الربانية لا
حسب أهواء العبد المتحكمة وأمانيه الفاسدة ، فمن العباد من إذا اغتنى طغى
فالفقر له أنفع مثلاً وقد لايُستجاب للدعاء ؛ لأن صاحبه لم يتحر وقت
الإجابة ، أو أنه يتعجلها ، أو لم يأت شرطاً من شروط الإجابة (حضور القلب
والإخلاص و........)
" يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى ، غفرت لك ولا أبالى"
هذا هو السبب الثانى من أسباب المغفرة وهو الإستغفار أى طلب المغفرة هى
وقاية شر الذنوب مع سترها ومن أسماء الله تعالى (الغفور ، الغفار ، الغافر)
والمعنى أنه سبحانه الذى يستر المذنب فلا يِشهر الذنب لا فى الدنيا ولا فى
الآخرة ، وهو الذى يكثر الستر على المذنبين من عباده ، ويزيد غفرهُ (ستره)
على مؤاخذته ، والعبد له أيضاً أسماء مشتقة من المعصية:- الظالم والظلوم
والظلام أى من أسرف فى المعصية كان ظلاماً
فكأنه سبحانه قال:- عبدى لك ثلاثة أسماء فى الظلم والمعصية ، ولى أسماء فى
الرحمة والمغفرة ، فإن كنت ظالماً فأنا غافر ، وإن كنت ظلوماً فأنا غفور ،
وإن كنت ظلاماً فأنا غفار ، ثم إن صفاتك متناهية كما يليق بك كعبد ، وصفاتى
غير متناهية كما يليق بك كعبد ، وصفاتى غير متناهية كم يليق بى ، وغير
المتناهى يغلب المتناهى ، فلابد لا تكن من القانطين " قَالَ وَمَن يَقْنَطُ
مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ" الحجر56أى لايأس مع رحمة ورضا
رب العالمين علينا وعلينا الإستعانة بأسماء الله الحسنى على حسب حالته كما
يأتى:-
**** غافر ======== لمن أذنب الذنب واستغفر لهذا الذنب فقط [ظالم]
**** غفور======== اذا كان يُريد أن يستغفر لكل الذنوب [ظلوم]
**** غفار==== اذا كان من الناس الصالحين بدون ارتكاب أى كبائر أى اللمم
[صغائر اذنوب] ذلك للأتقياء لأنهم على بالذنوب التى وقعوا فيها فلا تنظر
لصغرالذنب فانظر لِعظم من أذنبته [فإن حسنات المقربون سيئات الأبرار]
(ظلام)
*** وكثيراً ما يقترن الإستغفار بالتوبة ، فيكون الإستغفار حينئذ عبارة عن
طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عن الإقلاع من الذنوب بالقلوب.
*** وإذا قال العبد أستغفر الله مجردة فهى دعاء حُـكمها كسائر الدعاء إن
شاء الله غفر ، وإن شاء لم يجب ، ولكن إذا خرج الإستغفار عن قلب منكسر
بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات ، وقد قال
لقمان لابنه: يا بنى عَوّد لسانك اللهم اغفر لى ، فإن لله ساعات لا يَرُد
فيها سائل .
نوعا الإستغفار:-
1- استغفار مقرون بترك الإصرار وصاحبه يأمل حينئذٍ توبة نصوحاً ،2- وهذا
النوع يُسمى بالإستغفار التام لأنه موجب للمغفرة ،3- وهو الذى مدح الله عز
وجل أهله ووعدهم بالمغفرة.
قيل أحد السلف:- من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب فى استغفاره.
4- استغفار كاذب لايتعدى لسان صاحبه ،5- وفيه الإصرار على الذنب
" يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتنى لا تُشرك بى
شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" وهذا هو السبب الثالث مغفرة الذنوب وهو
التوحيد وهو السبب الأعظم. "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ"محمد 19
والجمال القرآنى هنا ربط التوحيد بالإستغفار
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:- "وإنما جُعل قوام الدين التوحيد والإستغفار"
فمن فقد التوحيد فقد المغفرة ، ومن جاء مع التوحيد بقراب الأرض أى ما
يُقارب الأرض ملئها ذنوب لقيهُ الله عز وجل بقرابها مغفرة، لكن يكون
بمشيئتهُ سبحانه ، أن شاء عفا عنه وغفر، وإلا أهلكه بذنوبه وعند كمال توحيد
العبد وإخلاصه لله عز وجل فيه وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه ،
أوجب مغفرة الخطايا كلها، ومنعه الدخول إلى النار ومن تحقق بكلمة التوحيد
قلبه أخرجت من كل سوى الله محبة وتعظيماً وإجلالاً ومهابة، وخشية ورجاء
وتوكلاً و حينئذ تحرق خطاياه ، ولو كانت مثل زبد البحر، فالتوحيد هو
الإكسير الأعظم.
مايُستفاد من الحديث:-
الطريق إلى مغفرة الذنب يحتاج إلى الدعاء ، والإستغفار، والتوحيد.
التوحيد هو السبب الأعظم فى مغفرة الذنب.
التوبة الصادقة خالية من الإصرار على الذنب وإل الإصرار وعدم حضور القلب توبة كاذبة لا نفع معها.
حسن الظن بالله تعالى وعفوه فى مغفرته للذنوب ، ولو بلغت عنان السماء ، ولو كانت كقراب الأرض
الأربعاء 8 يناير - 13:39 من طرف خالد صقر
» ملف كامل عن المشويات وطرق التحضير
الأربعاء 20 فبراير - 11:53 من طرف خالد صقر
» اجمل دعاء في العالم
الأحد 5 أغسطس - 22:12 من طرف خالد صقر
» احمد نجم
الإثنين 27 فبراير - 15:47 من طرف farahmalk1
» احمد فؤاد نجم
الإثنين 27 فبراير - 15:26 من طرف farahmalk1
» نوكته
الإثنين 27 فبراير - 15:14 من طرف farahmalk1
» صور رااااااائعه
الإثنين 27 فبراير - 0:40 من طرف farahmalk1
» حلقات تعليم لفات الحجاب
الإثنين 27 فبراير - 0:10 من طرف farahmalk1
» حلقات تعليم لفات الحجاب
الإثنين 27 فبراير - 0:07 من طرف farahmalk1