الحرب التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين يقاتلون فيها اليهود
ويسلطون عليهم تكون في آخر الزمان، والظاهر
أنها تكون عند خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم
عليه السلام
وظهور المهدي، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا
اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي: تعال يا مسلم هذا
يهودي ورائي
فاقتله!" ،
وفي لفظ مسلم :
"لا
تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي
خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد" .
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): وفي رواية لأحمد من طريق أخرى عن سالم
عن أبيه: "ينزل الدجال هذه السبخة -أي خارج
المدينة- ثم يسلط الله عليه المسلمين فيقتلون شيعته، حتى إن
اليهودي
ليختبئ تحت الشجر والحجر، فيقول الحجر والشجر للمسلم: هذا يهودي فاقتله .
وعلى هذا،
فالمراد بقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل
عيسى، وكما
وقع صريحاً في حديث أبي أمامة في قصة خروج الدجال ونزول عيسى عليه
السلام، وفيه: "وراء الدجال سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لدّ فيقتله
وينهزم اليهود، فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي
إلا أنطق الله ذلك الشيء، فقال: يا عبد الله -للمسلم- هذا
يهودي فتعال
فاقتله، إلا الغرقد فإنها من شجرهم" أخرجه ابن ماجه مطولاً، وأصله عند أبي داود ، ونحوه في حديث سمرة
عند أحمد بإسناد حسن، وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان من حديث حذيفة بإسناد صحيح. ا.هـ
فهذه
الأحاديث تدل على أن هذا القتال لليهود سيكون في آخر الزمان، وليس بالضرورة أن تكون حرباً عالمية، وإذا كانت كذلك، فلا يلزم أن
تكون هي الحرب العالمية الثالثة، بل يمكن
أن تقع حرب عالمية ثالثة قبلها، وقد لا تقع.
ويجب التنبه إلى أن المسلمين لا يجوز لهم أن يتوقفوا عن جهاد
اليهود إلى أن يأتي ذلك الزمن، بل هم مطالبون
بجهادهم في كل زمان ومكان إلى أن يرتفع عن المسلمين ظلمهم
لهم، وتعاد
الحقوق المسلوبة إلى أصحابها.
شرح حديث ( يقاتل المسلمون اليهود )
حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَقُولُ تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي
فَاقْتُلْهُ . رواه البخاري .
حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي
ابْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ
الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ
الْمُسْلِمُونَ
حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ
وَالشَّجَرِ
فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا
الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )رواه
مسلم في بَاب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ
الرَّجُلُ
بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مَكَانَ الْمَيِّتِ مِنْ الْبَلَاءِ) .
وفي الترمذي
: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ
فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا
مُسْلِمُ
هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ . قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
قال الشيخ
الالباني في صحيح سنن الترمذي صحيح . وذكره في قصة المسيح
الدجال فقال
أخرجه عبد الرزاق ( 20837 ) وعنه أحمد ( 2 / 149 ) والترمذي ( 2237 ) وقال : حديث حسن صحيح .ثم أخرجه أحمد ( 2 / 122 و 131 ) والبخاري ( 6 / 78
و 478 ) ومسلم ( 8 / 188 ) من غير طريق عبد
الرزاق به وأخرجه الداني ( 65 / 1 ) . عن أبي
هريرة : أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر
والشجر فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد
الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله . إلا الغرقد فإنه من شجر
اليهود
).أخرجه الشيخان وأحمد ( 2 / 398 و 417 و 530 ) والخطيب ( 7 / 207 ) والداني ( 64 / 2 - 65 / 1 ) .
انتهى كلام
الألباني .
فِي رِوَايَة
أَحْمَد مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ سَالِم عَنْ أَبِيهِ " يَنْزِل الدَّجَّال هَذِهِ السَّبْخَة - أَيْ خَارِج الْمَدِينَة -
ثُمَّ يُسَلِّط اللَّه عَلَيْهِ الْمُسْلِمِينَ
فَيَقْتُلُونَ شِيعَته ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيّ
لَيَخْتَبِئ
تَحْت الشَّجَرَة وَالْحَجَر فَيَقُول الْحَجَر وَالشَّجَرَة
لِلْمُسْلِمِ
: هَذَا يَهُودِيّ فَاقْتُلْهُ " وَعَلَى هَذَا فَالْمُرَاد بِقِتَالِ الْيَهُود وُقُوع ذَلِكَ إِذَا خَرَجَ الدَّجَّال وَنَزَلَ
عِيسَى ، وَكَمَا وَقَعَ صَرِيحًا فِي حَدِيث أَبِي
أُمَامَةَ فِي قِصَّة خُرُوج الدَّجَّال وَنُزُول عِيسَى
وَفِيهِ
" وَرَاء الدَّجَّال سَبْعُونَ أَلْف يَهُودِيّ كُلّهمْ ذُو سَيْف مُحَلًّى . فَيُدْرِكهُ عِيسَى عِنْد بَاب لُدّ فَيَقْتُلهُ وَيَنْهَزِم الْيَهُود ،
فَلَا يَبْقَى شَيْء مِمَّا يَتَوَارَى بِهِ
يَهُودِيّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّه ذَلِكَ
الشَّيْء
فَقَالَ : يَا عَبْد اللَّه - لِلْمُسْلِمِ - هَذَا يَهُودِيّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَد فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرهمْ
" أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُطَوَّلًا
وَأَصْله عِنْد أَبِي دَاوُدَ ، وَنَحْوه فِي حَدِيث سَمُرَة
عِنْد
أَحْمَد بِإِسْنَادٍ حَسَن ، وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَنْدَهْ فِي كِتَاب الْإِيمَان مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح . وَفِي
الْحَدِيث ظُهُور الْآيَات قُرْب قِيَام
السَّاعَة مِنْ كَلَام الْجَمَاد مِنْ شَجَرَة وَحَجَر ،
وَظَاهِره
أَنَّ ذَلِكَ يَنْطِق حَقِيقَة . وَيَحْتَمِل الْمَجَاز بِأَنْ يَكُون الْمُرَاد أَنَّهُمْ لَا يُفِيدهُمْ الِاخْتِبَاء وَالْأَوَّل
أَوْلَى . وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَام يَبْقَى
إِلَى يَوْم الْقِيَامَة . وَفِي قَوْله صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ " تُقَاتِلكُمْ الْيَهُود " جَوَاز مُخَاطَبَة الشَّخْص وَالْمُرَاد مَنْ هُوَ مِنْهُ بِسَبِيلٍ ، لِأَنَّ الْخِطَاب
كَانَ لِلصَّحَابَةِ وَالْمُرَاد مَنْ يَأْتِي
بَعْدهمْ بِدَهْرٍ طَوِيل ، لَكِنْ لَمَّا كَانُوا
مُشْتَرِكِينَ
مَعَهُمْ فِي أَصْل الْإِيمَان نَاسَبَ أَنْ يُخَاطَبُوا بِذَلِكَ .
قال الامام
النووي في شرح مسلم
- قَوْله
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِلَّا
الْغَرْقَد ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَر الْيَهُود ) .
وَالْغَرْقَد
نَوْع مِنْ شَجَر الشَّوْك مَعْرُوف بِبِلَادِ بَيْت
الْمَقْدِس،
وَهُنَاكَ يَكُون قَتْل الدَّجَّال وَالْيَهُود. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة الدِّينَوَرِيّ: إِذَا عَظُمَتْ الْعَوْسَجَة
صَارَتْ غَرْقَدَة .
شرح النووي
على مسلم ج9 ص308 .
. قَوْلُهُ :
( فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ) مِنْ
التَّسْلِيطِ ، أَيْ تُغَلَّبُونَ عَلَيْهِمْ ( حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ إِلَخْ ) هَذَا مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ .(تحفة
الاحوذي ) .
من المهم أن نركز على ما ورد في القرآن حول اليهود ، فلن نجد مَنْ وَصَفَ
اليهود ، وعَرّف بنفسياتهم ثم حكم عليهم بما هم
أهل له مثل القرآن، وحيث إن منطلقنا في
التعامل معهم
هو كتاب الله، فلابد من دراسة القرآن، وما ورد فيه من آيات عن بني إسرائيل دراسة معمّقة حيث نبني على ذلك رسم خطط المستقبل
وقواعد التعامل في الحرب والهدنة.
فمن صفاتهم:
الذل والمسكنة (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) .
وكذلك الغدر
والخيانة (أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم) .
ومن صفاتهم
الجُبن والضعف (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله) (لا
يقاتلونكم
جميعاً إلا في قرى محصنةٍ أو من وراء جُدر).
ومن صفاتهم
عدم اتحاد كلمتهم وتفرقهم واختلاف قلوبهم بل
وشدّة تناحرهم (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً
وقلوبهم شتى) .
فمن كانت هذه
بعض صفاته ، كيف يُنزَّل فوق منزلته ، أو يُوثق
في عهده ، أو
يخاف من قوته.
ويسلطون عليهم تكون في آخر الزمان، والظاهر
أنها تكون عند خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم
عليه السلام
وظهور المهدي، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا
اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي: تعال يا مسلم هذا
يهودي ورائي
فاقتله!" ،
وفي لفظ مسلم :
"لا
تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي
خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد" .
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): وفي رواية لأحمد من طريق أخرى عن سالم
عن أبيه: "ينزل الدجال هذه السبخة -أي خارج
المدينة- ثم يسلط الله عليه المسلمين فيقتلون شيعته، حتى إن
اليهودي
ليختبئ تحت الشجر والحجر، فيقول الحجر والشجر للمسلم: هذا يهودي فاقتله .
وعلى هذا،
فالمراد بقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل
عيسى، وكما
وقع صريحاً في حديث أبي أمامة في قصة خروج الدجال ونزول عيسى عليه
السلام، وفيه: "وراء الدجال سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لدّ فيقتله
وينهزم اليهود، فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي
إلا أنطق الله ذلك الشيء، فقال: يا عبد الله -للمسلم- هذا
يهودي فتعال
فاقتله، إلا الغرقد فإنها من شجرهم" أخرجه ابن ماجه مطولاً، وأصله عند أبي داود ، ونحوه في حديث سمرة
عند أحمد بإسناد حسن، وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان من حديث حذيفة بإسناد صحيح. ا.هـ
فهذه
الأحاديث تدل على أن هذا القتال لليهود سيكون في آخر الزمان، وليس بالضرورة أن تكون حرباً عالمية، وإذا كانت كذلك، فلا يلزم أن
تكون هي الحرب العالمية الثالثة، بل يمكن
أن تقع حرب عالمية ثالثة قبلها، وقد لا تقع.
ويجب التنبه إلى أن المسلمين لا يجوز لهم أن يتوقفوا عن جهاد
اليهود إلى أن يأتي ذلك الزمن، بل هم مطالبون
بجهادهم في كل زمان ومكان إلى أن يرتفع عن المسلمين ظلمهم
لهم، وتعاد
الحقوق المسلوبة إلى أصحابها.
شرح حديث ( يقاتل المسلمون اليهود )
حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يَقُولُ تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي
فَاقْتُلْهُ . رواه البخاري .
حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي
ابْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ
الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ
الْمُسْلِمُونَ
حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ
وَالشَّجَرِ
فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا
الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )رواه
مسلم في بَاب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ
الرَّجُلُ
بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مَكَانَ الْمَيِّتِ مِنْ الْبَلَاءِ) .
وفي الترمذي
: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ
فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا
مُسْلِمُ
هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ . قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
قال الشيخ
الالباني في صحيح سنن الترمذي صحيح . وذكره في قصة المسيح
الدجال فقال
أخرجه عبد الرزاق ( 20837 ) وعنه أحمد ( 2 / 149 ) والترمذي ( 2237 ) وقال : حديث حسن صحيح .ثم أخرجه أحمد ( 2 / 122 و 131 ) والبخاري ( 6 / 78
و 478 ) ومسلم ( 8 / 188 ) من غير طريق عبد
الرزاق به وأخرجه الداني ( 65 / 1 ) . عن أبي
هريرة : أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر
والشجر فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد
الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله . إلا الغرقد فإنه من شجر
اليهود
).أخرجه الشيخان وأحمد ( 2 / 398 و 417 و 530 ) والخطيب ( 7 / 207 ) والداني ( 64 / 2 - 65 / 1 ) .
انتهى كلام
الألباني .
فِي رِوَايَة
أَحْمَد مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ سَالِم عَنْ أَبِيهِ " يَنْزِل الدَّجَّال هَذِهِ السَّبْخَة - أَيْ خَارِج الْمَدِينَة -
ثُمَّ يُسَلِّط اللَّه عَلَيْهِ الْمُسْلِمِينَ
فَيَقْتُلُونَ شِيعَته ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيّ
لَيَخْتَبِئ
تَحْت الشَّجَرَة وَالْحَجَر فَيَقُول الْحَجَر وَالشَّجَرَة
لِلْمُسْلِمِ
: هَذَا يَهُودِيّ فَاقْتُلْهُ " وَعَلَى هَذَا فَالْمُرَاد بِقِتَالِ الْيَهُود وُقُوع ذَلِكَ إِذَا خَرَجَ الدَّجَّال وَنَزَلَ
عِيسَى ، وَكَمَا وَقَعَ صَرِيحًا فِي حَدِيث أَبِي
أُمَامَةَ فِي قِصَّة خُرُوج الدَّجَّال وَنُزُول عِيسَى
وَفِيهِ
" وَرَاء الدَّجَّال سَبْعُونَ أَلْف يَهُودِيّ كُلّهمْ ذُو سَيْف مُحَلًّى . فَيُدْرِكهُ عِيسَى عِنْد بَاب لُدّ فَيَقْتُلهُ وَيَنْهَزِم الْيَهُود ،
فَلَا يَبْقَى شَيْء مِمَّا يَتَوَارَى بِهِ
يَهُودِيّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّه ذَلِكَ
الشَّيْء
فَقَالَ : يَا عَبْد اللَّه - لِلْمُسْلِمِ - هَذَا يَهُودِيّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَد فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرهمْ
" أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُطَوَّلًا
وَأَصْله عِنْد أَبِي دَاوُدَ ، وَنَحْوه فِي حَدِيث سَمُرَة
عِنْد
أَحْمَد بِإِسْنَادٍ حَسَن ، وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَنْدَهْ فِي كِتَاب الْإِيمَان مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح . وَفِي
الْحَدِيث ظُهُور الْآيَات قُرْب قِيَام
السَّاعَة مِنْ كَلَام الْجَمَاد مِنْ شَجَرَة وَحَجَر ،
وَظَاهِره
أَنَّ ذَلِكَ يَنْطِق حَقِيقَة . وَيَحْتَمِل الْمَجَاز بِأَنْ يَكُون الْمُرَاد أَنَّهُمْ لَا يُفِيدهُمْ الِاخْتِبَاء وَالْأَوَّل
أَوْلَى . وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَام يَبْقَى
إِلَى يَوْم الْقِيَامَة . وَفِي قَوْله صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ " تُقَاتِلكُمْ الْيَهُود " جَوَاز مُخَاطَبَة الشَّخْص وَالْمُرَاد مَنْ هُوَ مِنْهُ بِسَبِيلٍ ، لِأَنَّ الْخِطَاب
كَانَ لِلصَّحَابَةِ وَالْمُرَاد مَنْ يَأْتِي
بَعْدهمْ بِدَهْرٍ طَوِيل ، لَكِنْ لَمَّا كَانُوا
مُشْتَرِكِينَ
مَعَهُمْ فِي أَصْل الْإِيمَان نَاسَبَ أَنْ يُخَاطَبُوا بِذَلِكَ .
قال الامام
النووي في شرح مسلم
- قَوْله
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِلَّا
الْغَرْقَد ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَر الْيَهُود ) .
وَالْغَرْقَد
نَوْع مِنْ شَجَر الشَّوْك مَعْرُوف بِبِلَادِ بَيْت
الْمَقْدِس،
وَهُنَاكَ يَكُون قَتْل الدَّجَّال وَالْيَهُود. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة الدِّينَوَرِيّ: إِذَا عَظُمَتْ الْعَوْسَجَة
صَارَتْ غَرْقَدَة .
شرح النووي
على مسلم ج9 ص308 .
. قَوْلُهُ :
( فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ) مِنْ
التَّسْلِيطِ ، أَيْ تُغَلَّبُونَ عَلَيْهِمْ ( حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ إِلَخْ ) هَذَا مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ .(تحفة
الاحوذي ) .
من المهم أن نركز على ما ورد في القرآن حول اليهود ، فلن نجد مَنْ وَصَفَ
اليهود ، وعَرّف بنفسياتهم ثم حكم عليهم بما هم
أهل له مثل القرآن، وحيث إن منطلقنا في
التعامل معهم
هو كتاب الله، فلابد من دراسة القرآن، وما ورد فيه من آيات عن بني إسرائيل دراسة معمّقة حيث نبني على ذلك رسم خطط المستقبل
وقواعد التعامل في الحرب والهدنة.
فمن صفاتهم:
الذل والمسكنة (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) .
وكذلك الغدر
والخيانة (أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم) .
ومن صفاتهم
الجُبن والضعف (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله) (لا
يقاتلونكم
جميعاً إلا في قرى محصنةٍ أو من وراء جُدر).
ومن صفاتهم
عدم اتحاد كلمتهم وتفرقهم واختلاف قلوبهم بل
وشدّة تناحرهم (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً
وقلوبهم شتى) .
فمن كانت هذه
بعض صفاته ، كيف يُنزَّل فوق منزلته ، أو يُوثق
في عهده ، أو
يخاف من قوته.
الأربعاء 8 يناير - 13:39 من طرف خالد صقر
» ملف كامل عن المشويات وطرق التحضير
الأربعاء 20 فبراير - 11:53 من طرف خالد صقر
» اجمل دعاء في العالم
الأحد 5 أغسطس - 22:12 من طرف خالد صقر
» احمد نجم
الإثنين 27 فبراير - 15:47 من طرف farahmalk1
» احمد فؤاد نجم
الإثنين 27 فبراير - 15:26 من طرف farahmalk1
» نوكته
الإثنين 27 فبراير - 15:14 من طرف farahmalk1
» صور رااااااائعه
الإثنين 27 فبراير - 0:40 من طرف farahmalk1
» حلقات تعليم لفات الحجاب
الإثنين 27 فبراير - 0:10 من طرف farahmalk1
» حلقات تعليم لفات الحجاب
الإثنين 27 فبراير - 0:07 من طرف farahmalk1