لماذا لم تبتسم عيناك

خمسة أعوام مرت منذ افترقنا ..... و ها أنا أراها للمرة الأولى منذ خمسة أعوام ..... كانت بمفردها على الرصيف المقابل ... جميلة هادئة تسير فى هدوء و بطء كعادتها ... أبطأت فى السير حتى لا ترانى اذا حركت عيناها الى رصيفى

أكتشف الان ما يقولون عنه شعور لا يوصف .. و كيف تصف ما لا تدرك ان كان حزنا أم فرحا .. شغفا أو اشتياق لذكرى أم هروبا منها .... رغم مرور خمس أعوام لما أنسى ... ان ما كنت أعتبره نسيانا كان مجرد مخدر موضعى يزول بمجرد أن تضغط بأناملك على موضع الألم .. أو الذكرى

لم أستطع أن أرى عيناها .. لازالت أذكر عيناهاو ابتسامتها .... قلت لها يوما ما حسبته غزلا و هو ما كانت أعنيه بالفعل .. ان ابتسامة عيناكى هى أجمل ابتسامة رأيتها و لن أرى مثلها أبدا ... أخبرتها ان عيناى لا تبتسم الا اذا رأت عيناها ... و لقد توقفت عيناى عن الابتسام منذ خمسة أعوام .. أضحك و أبتسم و لكن عيناى لا تبتسم اختفى منها بريق الابتسام باختفاء من كان يصنع ابتسامتهامن حياتى

وددت لو عبرت الى رصيفها و ناديت عيناها و عندها سوف أرى عينها عن قرب ... و أحصل على ابتسامة لعينى لم أحظى بها منذ خمس سنوات .... لكن الزمن يمنعنى من ذلك .. فى خمس سنوات حدث الكثير .. بقيت هى على جدار قلبى فقط و تغيرت حياتى و من فيها... و بالتأكيد تغيرت حياتها هى الأخرى

توقفت فجأة فتوقفت منتبها لما سوف تفعله .. و جهت وجهها الى الطريق و رفعت يديها تشير للتاكسى .. توقف لها و فتحت هى الباب لتركب .. لا أعرف لماذا شعرت وقتها أنها نظرت الى و رأتنى .. و لكنى أوقفت نفسى عن هذا الشعور .. انه محض خيال منى بالتأكيد.. و لكنى أشعر أنى رأيت عيناها .. هو مجرد شعور على أى حال

أسرعت فى المشى مسرعا لأصل الى منزلى .. حاولت أن أشغل نفسى طوال الطريق بالتفكير فى أمور كثيرة حتى لاأترك نفسى للخيال

وصلت الى المنزل و أكملت يومى منشغلا بأمور كثيرة أحاول أن أنسى ما رأيته... حتى جاء اليوم التالى و على مكتبى فى مقر عملى وجدت ظرفا أبيض عليه اسمى بخط صغير .. فتحت الظرف لأقرأ الرسالة الموجودة بداخله ... كان نفس الخط الصغير و كلمات قليلة ... قرأتها ... عندها ابتسمت عيناى كم لم تبتسم منذ خمس سنوات

كان الرسالة مكتوب فيها : بالأمس رأيتك ...... لماذا لم تبتسم عيناك ؟؟

تسلم ايدك يا توحا بجد روعه فعلا